العلاقة بين التوتر ومرض الزهايمر

Hany Abo EL-Dahab

Hany Abo EL-Dahab

Moderator
طاقم الإدارة
مشـــرف
18 نوفمبر 2023
254
8
18
EGYPT
غالبًا ما يكون الإجهاد عاملاً يساهم في حدوث أو تفاقم العديد من الحالات التي تتراوح من الصدفية إلى متلازمة القولون العصبي، ربما لأنه يؤدي إلى ضعف المناعة. أظهرت الأدلة الحديثة أن التوتر قد يكون له دور في تسريع ظهور مرض الزهايمر وكذلك تفاقم مسار المرض.

1706875893637


كيف يؤثر التوتر على الجسم؟​

من المعروف أن الإجهاد ينشط مناطق الدماغ الرئيسية، وبالتحديد محور الغدة النخامية والكظرية (HPA)، لتحفيز إنتاج وإفراز هرمونات التوتر مثل الكورتيكوستيرويدات (مثل الكورتيزول) والأدرينالين.

ونتيجة لذلك، هناك ارتفاع في معدل ضربات القلب وضغط الدم ومستويات الطاقة، حيث يزيد الكورتيزول من مستويات السكر في الدم ويسمح للدماغ باستخدام الأنسولين بشكل أكثر كفاءة. وفي الوقت نفسه، فإنه يقلل أيضًا من الاستجابات المناعية الطبيعية، ووظيفة الجهاز الهضمي، والوظيفة الجنسية وغيرها من الوظائف "غير الأساسية". من المؤكد أن التوتر له تأثير ليس فقط على الجسم، بل على الدماغ أيضًا.

يمكن أن يكون للإجهاد المتكرر أو المزمن على المدى الطويل عواقب سلبية على العمليات الفسيولوجية المتعددة التي تؤدي إلى القلق والاكتئاب والأرق وأمراض القلب والأوعية الدموية وضعف الجهاز الهضمي بالإضافة إلى احتمال إصابة الإدراك، مما يسبب الخرف في مرحلة مبكرة.

التوتر ومرض الزهايمر​

غالبية معرفتنا المتعلقة بالإجهاد ومرض الزهايمر تأتي من قاعدة بيانات واسعة من الدراسات التي أجريت على الحيوانات، حيث أن دراسة الإجهاد والتلاعب به لدى البشر أمر صعب. البروتين السام الرئيسي المركزي لمرض الزهايمر هو بيتا أميلويد، الذي يشكل لويحات في الدماغ وحول الأوعية الدموية وهو السمة المرضية الأولية لمرض الزهايمر. لقد ثبت أن الإجهاد يزيد من إنتاج بيتا أميلويد السام في النماذج الحيوانية لمرض الزهايمر المعرضة للإجهاد الحاد والمزمن. وقد ارتبط هذا أيضًا بالانخفاض المتسارع في الإدراك في هذه النماذج الحيوانية مقارنة بتلك التي لا تعاني من أي ضغوط. علاوة على ذلك، يمكن أن يكون للإجهاد في وقت مبكر من الحياة آثار طويلة ودائمة على أدمغة هذه الحيوانات، مع زيادات ملحوظة في مستويات الأميلويد داخل الدماغ والسائل النخاعي (CSF).

البروتين الرئيسي الثاني لمرض الزهايمر هو تاو. يشكل تاو التشابكات التي تعد السبب الرئيسي لموت الخلايا العصبية في مرض الزهايمر. عادة ما تتشكل التشابكات بسبب فرط فسفرة تاو. أظهرت العديد من الدراسات أن التعرض للإجهاد يمكن أن يؤدي إلى فرط فسفرة تاو في النماذج الحيوانية التي تعاني من الإجهاد مقارنة بأولئك الذين لا يعانون من ذلك.

من الأمور المركزية في تفاقم أمراض بيتا أميلويد وتاو عن طريق تحفيز الإجهاد هو دور هرمونات التوتر مثل عامل إطلاق الكورتيكوستيرويد والكورتيكوتروبين (CRF). على سبيل المثال، أظهرت الحيوانات التي تفتقر إلى CRF ( طفرات Crf-/- ) أن لديها تخفيضات كبيرة في أمراض الأميلويد والتاو في تطور مرض الزهايمر بسبب انخفاض الاستجابة الشاملة للإجهاد. علاوة على ذلك، فإن زيادة CRF يمكن أن تؤدي في الواقع إلى تعزيز ترسب بيتا أميلويد في الدماغ بالإضافة إلى فرط فسفرة تاو.
كما ذكرنا سابقًا، فإن غالبية الأدلة المتعلقة بالتوتر ومرض الزهايمر جاءت من الدراسات التي أجريت على الحيوانات. هناك بعض الدراسات السريرية التي أظهرت أيضًا بعض الروابط بين التوتر وتفاقم مرض الزهايمر، ولكن ليس مع البداية.

التوتر وعلاج مرض الزهايمر​

مع العلم أن الإجهاد يعزز أمراض الزهايمر في النماذج الحيوانية، قد نفترض أن خفض مستويات التوتر سيكون له تأثير مفيد على تحسين أمراض وأعراض مرض الزهايمر لدى البشر.

أدى خفض مستويات CRF عن طريق تثبيط مستقبلات CRF (CRFR1) في النماذج الحيوانية إلى انخفاض في المستويات الإجمالية للأميلويد واللويحات، بالإضافة إلى التحسينات في الوظيفة الإدراكية. علاوة على ذلك، ارتبط تثبيط مستقبلات الجلايكورتيكويد في النماذج الحيوانية أيضًا بانخفاض مرض الزهايمر، حيث أظهرت التجارب السريرية على مجموعة صغيرة من المرضى بعض التحسن في الإدراك. ومع ذلك، بالمقارنة مع التجارب على الحيوانات، كان التعافي السريري متواضعا.

ولسوء الحظ، لا يبدو أن بعض الأدوية الأخرى التي تعمل في النماذج الحيوانية تعمل بشكل فعال على البشر، وقد فشلت العديد من التجارب السريرية في المرحلة الأولى أو الثانية من التجارب السريرية. على الرغم من أن النماذج الحيوانية ضرورية لفهمنا لصحة الإنسان ومرضه، فمن المحتم أنه بسبب الاختلافات بين الأنواع، فضلاً عن التعقيد المتزايد لجميع الأنظمة لدى البشر، لا يمكن تكرار العديد من الدراسات بشكل فعال أثناء التجارب السريرية. ولذلك، لا بد من القيام بالمزيد من العمل السريري قبل التوصل إلى استنتاجات نهائية حول كيفية تأثير التوتر على مرض الزهايمر، وما إذا كانت العلاجات المضادة للإجهاد يمكن استخدامها بالفعل لعلاج مرض الزهايمر.

باختصار، الإجهاد وحده ليس عاملاً رئيسياً في ظهور مرض الزهايمر؛ ومع ذلك، قد يكون مهمًا في تطور المرض، فضلاً عن تفاقم الأعراض بسبب ضعف الاستجابات المناعية التي تعتبر أساسية في مرض الزهايمر. ومع ذلك، لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به على المرضى قبل تقديم توصيات سريرية.