ما هو وما المبادئ التي يعتمد عليها؟

ديب لاب

ديب لاب

Moderator
مشـــرف
17 ديسمبر 2023
1,579
1
36
يبدو أن العلاج الإنساني في الموضة. الدورات والمؤتمرات وصفحات الويب والمقالات تظهر في كل مكان، ومن الواضح أن هناك مدافعين ومتراجعين.

لن أتخذ موقفًا، لكنني أعتقد أنه من المثير للاهتمام أن نعرف حقًا ما نتحدث عنه، بنفس الطريقة التي أعتقد أنه من المهم أن نتعلم بها التمييز بين العلاج أو النهج الإنساني وبين التخصصات الأخرى غير الموثوقة. فحين يصبح شيء ما رائجاً، فإننا نفتقر إلى الوقت لابتكار “بدائل” مشكوك في مصداقيتها.

أصول العلاج الإنساني​


يعتبر كارل روجرز (1959) رائد النهج الإنساني. كان عالمًا نفسيًا أمريكيًا، قبل أن يصبح طبيبًا نفسيًا إكلينيكيًا ذا صلة، درس الزراعة في الجامعة وأصبح فيما بعد مهتمًا بعلم اللاهوت، مما جعله على اتصال بالفلسفة.

ظهر كارل روجرز في سياق اجتماعي واقتصادي محدد، ولم يخرج من العدم. في الستينيات، تم استجواب كل شيء؛ لقد كان زمن المجاناكات الطلابية، والهيبيين، والمجاناكة النسائية، ودعاة حماية البيئة… وكانت هناك رغبة في التغيير. وفي تلك الأرض الخصبة ظهر علم النفس الإنساني..

يظهر علم النفس الإنساني​


يمكننا تبسيط هوية هذا التيار في علم النفس بالقول إن “الإنسانيين” لا يبحثون في المعاناة فحسب، بل يتعمقون أيضًا في نمو الشخص نفسه ومعرفة ذاته. فهم يهتمون باقتراح بدائل لهذه المعاناة أكثر من اهتمامهم بدراسة السلوك. أنها توفر رؤية إيجابية وأساسها هو إرادة وأمل نفس الشخص. إنهم ينطلقون من الخير والصحة، ويفهمون أن الاضطرابات النفسية أو المشاكل اليومية هي تشويه لهذا الميل الطبيعي. ويركزون على الأشخاص الأصحاء، ويعتبرون أن الشخصية فطرية و”جيدة” في حد ذاتها.

في النماذج الإنسانية، لا يوجد أي جاذبية للماضي أو التاريخ الشخصي، بل إن القدرات والأدوات المتاحة للشخص في اللحظة الحالية هي التي تؤثر على مشكلته و/أو حلها. يمكننا القول أنه يحلل الحاضر، هنا والآن. اللحظة التي لا تستطيع فيها الاستمتاع بهذا الحاضر والاستفادة منه هي عندما تظهر المشاكل. يفهم الإنسانيون أن الشخص “السليم” هو الشخص الذي تثريه تجربته. والغرض منه هو أن تكون قادرًا على معرفة نفسك والتعلم تدريجيًا.

يدافع الإنسانيون عن أن كل شخص لديه بالفطرة إمكانات تسمح له بالنمو والتطور وتحقيق الذات وأن هذا المرض يظهر عندما يتم حظر هذه القدرات. وهم يعتبرون أن الفرد يجب أن يتعلم كيف يكون، ويعرف، ويعمل، وأن الشخص نفسه هو الذي يجب أن يجد الحلول بنفسه، مما يترك له المجاناية الكاملة في اتخاذ القرار. الاضطرابات المرضية هي التخلي عن هذه المجاناية أو فقدانها، مما لا يسمح للمرء بمواصلة عملية النمو الحيوي.

مساهمات من منظور إنساني​


بعض من أهم المساهمات التي تبدو مرتبطة بظهور العلاج الإنساني هي ما يلي:

  • رؤية متفائلة: إنها إمكانات الشخص، وأداة حل مشاكله.
  • التركيز على العوامل الاجتماعية: معرفة الذات يجب أن ترتبط بالمسؤولية الاجتماعية.
  • العلاج كتدخل: جعل مساعدة الشخص هي الهدف والهدف النهائي.

ويجب علينا أيضًا أن نضع في اعتبارنا أن هذه النماذج تفترض أن الفرد لا يتفاعل مع الواقع، بل يتفاعل مع تصوره له، وهو أمر ذاتي تمامًا.

انتقادات لهذا النهج​


هناك نقطة أخرى ملحوظة هي تلك التي أدت إلى أكبر قدر من الانتقادات لهذا النهج: ضعفه النظري.. يتجنب علم النفس الإنساني التصنيفات ولا يعتبر الطريقة العلمية طريقة “طبيعية” لفهم السلوك “غير الطبيعي”. وهذا يعني أن هذا التيار لا يرتكز على قاعدة تجريبية متينة، ويعاني من الضعف النظري، الأمر الذي أدى إلى ظهور العديد من مجاناكات “المساعدة الذاتية” المشكوك في مصداقيتها.

ومن الانتقادات الأخرى التي تلقتها هذه المجاناكة هو اعتبارها للبشر “صالحين بطبيعتهم”. إنه نهج متفائل ويأتي بالتأكيد في وقته المناسب، ولكن وننسى أن الإنسان عبارة عن مجموعة من العوامل والخصائص السلبية والإيجابية، ولذلك يجب علينا أن نأخذ في الاعتبار كليهما.

من فضلك قم , تسجيل الدخول أو تسجيل لعرض المحتوى